• ×

رسالة شكر وثناء لأهل العطاء

تعجز عبارات الشكر والثناء أن تقف بين يدي العظماء وأهل الجود والسخاء ولكن عرفاناً بالجميل لأهل العطاء تسجل الجمعية أرق كلمات الثناء وصادق الدعاء لمن دعم مسيرة الجمعية الغراء خدمة لكلام رب الأرض والسماء . فجزاهم الله خير الجزاء وبارك لهم فيما قدموه من عطاء وأخلف عليهم فيما معهم بالنماء فإنه سبحانه كريم العطايا والسخاء .

كيف يستمر عملك بعد موتك ؟!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
image


كيف يستمر عملك بعد موتك ؟!

الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات ، وهو وليُّ الذين آمنوا في الحياة وبعد الممات ، والصلاة والسلام على خير البريَّات ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد :

أريدُ تأمين مستقبلي !

فإذا ما رقَّ عظمي ودقَّ جسمي كان لي من الرِّزق ما يدُرُّ عليَّ مورده ، ويأتي إليَّ مصدره ، فتطيب به نفسي عند ضعفها ، وترتاح به أيامي في أواخرها .
تلك إجابةٌ غالبةٌ لمن تراه يلهث خلف حطام الدنيا الفاني ، لا يكاد يجعل لآخرته إلاَّ فضل اهتمامه ، وأقلَّ عنايته ، وأضعف رعايته .
فأين أنت عن مستقبلك الحقيقي ؟!
يوم تحين ساعة وفاتك ، وتنطفئ شمعة حياتك ، لتقوم قيامتك ، وتبدأ الحياة الآخرة ، فتحصد ثمره زرعك ، وتقطف غنيمة عمرك ، وتجني ما قدَّمته لنفسك ؟!
فالعمر ميدان العمل ، والدنيا مزرعة الآخرة ، والعاجلة معبرٌ للآجلة ، والموفق المسدَّد من يشغل كلُّ لحظة في عمره بطاعة ربِّه ، حتَّى إذا انتهت حياته ، وأزف وقت رحيله ، وإذا به قد أخرج ما في جعبته ، وبذل ما في وسعه ، واستفرغ كلَّ طاقته ، في كلِّ عمل صالح قدِرَ عليه وتمكن منه .
حتَّى لو قيل له : إن القيامة تقوم غدًا لما استطاع أن يزيد في عمله ، فقد رمى بكلِّ سهم ، وصال في كلِّ ميدان ، وجال في كلِّ مضمار .
والعمل الصالح صديقه الذي لا يخون ، وصاحبه الذي لا يغدر ، ورفيقه الذي لا يمكر ، فهو معه في رحلته إلى آخرته ، لا يفارقه أو يهجره أو يتخلَّى عنه .
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" الأخلاَّءُ ثلاثةٌ ، فأما خليل فيقول : أنا معك حتى تأتي باب الملك ، ثم أرجع وأتركك ، فذلك أهلك وعشيرتك ، يشيعونك حتى تأتي قَبرَك ، ثم يرجعون فيتركونك ، وأما خليل فيقول : لكَ ما أعطيتَ ، وما أمسكتَ فليس لك ، فذلك مالُك ، وأما خليل فيقول : أنا معك حيث دخلت ، وحيث خرجت ، فذلك عمله ، فيقول : والله ! لقد كنتَ من أهون الثلاثة عليَّ "
ومن رأى أهوال يوم المحشر ، احتقر ما قدَّم وأخَّر .
ومن رأى النعيم المقيم في جنَّات النَّعيم ، صغُر في نظره ما بذل.
ومن رأى العذاب الأليم في دار الجحيم ، هان عليه ما عمل .
عن عتبة بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" لو أنَّ رجلاً يُجرُّ على وجهه من يوم وُلد إلى يوم يموت هرمًا في مرضاة الله ، لحقره يوم القيامة "
بل إن عظيم الهمَّة لا يقنع بملء وقته بالطاعات والأعمال الصالحات ، وإنما يفكر فيما بعد موته أن لا تموت معه حسناته .
فكم من ميِّت ما زالت حسناته حيَّةً من بعده ، تأتيه في قبره وهو أحوج ما يكون لها وارغب ما يكون فيها ..
وفي هذا تفاوتت الهمم وتباينت العزائم !
والعجيب أن تعلم أنَّ بعض الناس يحصد من الحسنات ويحصل على أجور بعض الأعمال الصالحات بعد موته أضعاف أضعاف ما أدركه في حياته .
فعمره ـ وإن طال ـ فهو قصير ، وبقاءه في الدنيا ـ وإن امتدَّ ـ فهو إلى نهاية ، وربما يضل عمله الصالح الذي أوقعه في حياته ممتدًا في بقائه مئات أو ألوف السنين من بعد وفاته ، ونهر الحسنات الجاري يصبُّ في ميزان أعماله ، ويكتب في ديوان أفعاله .
والموفق من ألهمه الله ، والمسدد من هداه مولاه !
ويزيد بك العجب أن تعلم أن أُناسًا يعملون الصالحات في زمنٍ متأخر تكتب أعمالهم في ميزان حسنات من سبقوهم بقرون من الزمان .
ويزيد الأجر ويعظم الثواب كلما اتسعت رقعة الفائدة وعمَّت مساحة الانتفاع .
فيا لله كم يسعد أقوام بحسنات غيرهم !
وكم يشقى آخرين بسيئات سواهم !
قال تعالى : ( ولكلٍّ وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعًا )
والأصل عند المسلم ؛ استغلال الحياة في الباقيات الصالحات قبل الممات فيما يُقرَّب من ربِّ الأرض والسموات .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رجلان من بلي من قضاعة ، أسلما مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاستشهد أحدهما ، وأُخِّر الآخر سنة ، فقال طلحة بن عبيد الله ـ رضي الله عنه : فرأيت المؤخر منهما أُدخل الجنة قبل الشهيد ، فتعجبت لذلك ، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو ذُكِرَ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : " أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سُنَّة "
وفي رواية ، قال لهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من أيِّ ذلك تعجبون ؟ " فقالوا : يا رسول الله ! هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا ، ثم استشهد ، ودخل هذا الآخر الجنة قبله . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أليس قد مكثَ هذا بعدهُ سنةً ؟ " قالوا : بلى . قال ـ صلى الله عليه وسلم:" وأدركَ بعده رمضان فصام ، وصلى كذا وكذا من سجدةٍ في السَّنَةِ ؟ " قالوا : بلى . قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" فما بينهما أبعدُ مِمَّا بين السَّماء والأرض "
وقد جمعت في هذه الرسالة بعض الأعمال الصالحة التي يجري أجرها ويتتابع خيرها للعبد الصالح وهو في قبره ، بعد أن طويت صحائفه ، ومحيت آثاره ، وأصبح خبرًا بعد أثر ، وذكرى بعد أن كان يُسمع ويُرى ، وهي من رحمة الله بعبده ، ومن توفيق الله لمن يشاء من خلقه ، ومن كرم الله لمن يختصه بفضله من أوليائه ، وقد جاء وقت الشروع في الموضوع ، فبسم الله نبدأ ، وعلى الله نتوكل ، وبه نستعين :
· 1 ـ الولد الصالح :
الولد الصالح من أطيب كسب الوالد الصالح الذي غرس بذرة التربية الصالحة في قلب فلذة كبده ، وعلمَّه كيف يراقب ربَّه ، ويخشى خالقه ، ويستحيي من رازقه ، فنمت هذه النبتة الصالحة ترعاها ـ بعد رعاية مولاها ـ يد الوالد الحنون ، فأثمرت طاعة وبرًا وحنانًا قبل الممات ، ودعاءً وصدقة وإحسانًا من بعد الوفاة .
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إذا مات الإنسان انقطع عمُلُه إلا من ثلاث ؛ صدقةٍ جاريةٍ ، أو علمٍ ينتفعُ به ، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له "
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إن الرجل لتُرفع درجته في الجنة ، فيقول :أنَّى لي هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك " ومن ثمرات الولد الصالح أن يتصدَّق عن والديه بعد مماتهما ، فتصلهما صدقته وهما في أمسِّ الحاجة لها وأعظم الفاقة إليها وأكبر الفرحة بها .
فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : أنَّ رجلاً قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم : إنَّ أُمِّي افتُلِتت نفسَها ، وأُراها لو تكلَّمت تصدَّقَت ، أفأتَصدَّقُ عنها ؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم :" نعم ، تصدَّق عنها "
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : أنَّ سعد بن عبادة ـ رضي الله عنه ـ توفيت أُمُّه وهو غائبٌ ، فأتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا رسول الله ! إن أُمِّي تُوفيت وأنا غائبٌ عنها ، فهل ينفعُها شيءٌ إن تصدَّقتُ به عنها ؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم :" نعم " .
قال : فإني أُشهِدُك أنَّ حائطي المخراف صدقةٌ عليها "
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ؛ أنَّ رجلاً قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم : إنَّ أبي مات وتركَ مالاً ولم يُوصِ ، فهل يُكفَّر عنه أن أتصدَّقَ عنه ؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم :" نعم "
ويمكن أن يصوم عنهما صيام النذر الواجب بعد موتهما لعدم قيامهما به في حياتهما .
فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنَّ سعدَ بن عُبادة ـ رضي الله عنه ـ استفتى رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : إنَّ أُمِّي ماتت وعليها نذرٌ ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم :" اقِضِه عنها "
أو قضاء ما فاتهما من رمضان ولم يقضياه قبل الممات لغير عذر .
أو أن يحج عنهما أو يعتمر إذا وافاهما الأجل قبل حصول الحج والعمرة منهما مع القدرة عليه والاستطاعة له .
فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما : أن العاص بن وائل ، أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة ، فأعتق ابنه هشام خمسين رقبة ، فأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية ، فقال : حتى أسأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا رسول الله ! إن أبي أوصى بعتق مائة رقبة ، وإن هشامًا أعتق عنه خمسين ، وبقيت عليه خمسون رقبة ، أفأعتق عنه ؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" لو كان مُسلمًا ، فأعتقتُم عنه ، أو تصدقتم عنه ، أو حَجَجتُم عنهُ ، بلَغَهُ ذلكَ "
2 ـ الرباط في سبيل الله :
الجهاد في سبيل الله لمقاتلة أعداء الله ، ولنشر دين الله ، وللدفاع عن حياض الدين وعن عباد الله المسلمين ، تجارة مع الله تعالى لن تبور ، وفوز برضوان الله والجنة .
كيف لا ؟ وهو ذروة سنام الإسلام ، وسبب العز الكرامة ، وسبيل المجد والرفعة ، وطريق الغنيمة بالأجر والثواب من ربِّ الأرباب ، ولموقف ساعة مرابطة على ثغور المسلمين خير من الدنيا وما فيها .
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" لغدوةٌ في سبيل الله أو روحةٌ ، خيرٌ من الدنيا وما فيها "
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" عينان لا تمسَّهما النَّار ؛ عينٌ بكت من خشية الله ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل الله "
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ألا أنبئكم بليلةٍ أفضلَ من ليلة القدر ؟ حارس الحرس في أرض خوفٍ لعلَّه أن لا يرجعَ إلى أهله "
والذي يشرِّفه الله تعالى بالموت في سبيله وهو مرابط في أرض المعركة لا ينتهي عمله بموته ، ولا تطوى صحائفه بخروج روحه ، بل إن عمله ينمى له ، ولا ينقطع عنه .
فعن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :" من رابط يومًا وليلة في سبيل الله كان له كأجر صيام شهر وقيامه ، ومن مات مرابطًا جرى له مثل ذلك من الأجر وأجري عليه الرزق وأمِنَ الفتَّان "
وعن فضالة بن عبيد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" كلُّ ميِّتٍ يُختمُ على عملِهِ إلاَّ المرابط ، فإنَّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويُؤمَّنُ من فَتَّان القبر "
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من مات مرابطًا في سبيل الله أجرَى عليهِ أجرَ عمله الصَّالح الذي كان يعمل ، وأجري عليه رزقه ، وأمِنَ من الفتَّان ، وبعثه الله يوم القيامة آمنًا من الفزع "
3 ـ نشر العلم وتعليمه والدعوة إلى الله :
غذاء العقول بالعلم وقوت القلوب بالدعوة أولى وأجدى وأحرى من غذاء الأبدان بالطعام والشراب . فالنَّاس في حاجة ماسَّة إلى دينهم أعظم من حاجتهم إلى دنياهم .
والموفق من أخذ من ميراث الأنبياء حظًا وافرًا وقسطًا كبيرًا، فنزل ميدان الدعوة إلى الله تعالى بعلمٍ وحلم ، وحكمة وفهم يدعو النَّاس إلى ربِّ النَّاس .
فيا له من عملٍ ما أشرفه ! ودورٍ ما أعظمه !
قال تعالى : { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين }
عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إنَّ الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتَّى النملة في جُحرها ، وحتَّى الحوت ليُصلُّونَ على مُعلِّم الناس الخير "
* تأمل لو أنَّك علَّمت رجلاً فاتحة الكتاب ، فقرأ بها في صلاته ، وتلاها في سائر حياته ، ثمَّ علمها غيره ، فتتابعت سلسلة التعلم أجيالاً من بعد أجيال ، ودائرة التعلم تكبر ، وحلقات العمل تعظم مع تتابع الأيام وتعاقب الأزمان ، لكان ذلك في ميزان أعمالك ، وأنت قد وسِّدت التراب ، وفارقت الأهل والأصحاب ، وعلى هذا فقس ، وبهذا فأغنم !
فعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أربعةٌ تجري عليهم أجورُهم بعد الموت ؛ مَن مات مرابطًا في سبيل الله ، ومن علَّم علمًا ، أُجري له عمله ما عُمل به ، ومن تصدَّق بصدقة ، فأجرها يجري له ما وُجدت ، ورجل ترك ولدًا صالحًا فهو يدعو له "
وعن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " من علَّم علمًا فله أجرُ مَن عمِلَ به ، لا ينقُصُ من أجرِ العاملِ شيءٌ "
4 ـ توريث المصاحف وكتب العلم النافعة :

عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" سبعٌ يجري للعبد أجرهنَّ وهو في قبره بعدَ موته : من علَّم عِلمًا أو أجرى نهرًا أو حفر بئرًا أو غرسَ نخلاً أو بنى مسجدًا أو ورَّث مُصحفًا أو تركَ ولدًا يستغفر لهُ بعدَ موته "
· طباعة الكتب النافعة والمطويات المنتقاة وتوزيعها على من ينتفع بها .
· شراء الأشرطة التي تحتوي على دروس العلماء ومحاضرات الدعاة وتوزيعها على من يستفيد منها ويتأثر بها .
· فهيَّا ! قُم الآن .. اشترِ لك مصحفًا أو أكثر ثم ضعه في مسجدٍ مبارك يؤمُّه النَّاس ، وثق بأنَّه في حفظ من لا تضيع عنده الودائع ولا تكسد معه الصنائع .
5 ـ الدلالة على الخير :
إنَّ من فرط الفطنة والذكاء والكياسة والدهاء أن تُفجِّرَ الطاقات الكامنة وتُفعِّلَ القدرات الخامدة ، وتوظف الإمكانات المهدرة ، وتغنم خير غيرك عندما يُكتب في ديوانك ويوضع في ميزانك ، بدلالة الغير على الخير ، وتوجيههم إلى سُبل المعروف ، وإرشادهم لطرائق الإحسان ، فإنَّ من النَّاس ناسًا يدلُّون غيرهم إلى الخير ثم يموتون وينتقلون إلى الدار الآخرة ، وما زالت حسنات غيرهم تأتيهم في قبورهم ، فالمسلمون يعملون الصالحات وهم يغنمون الحسنات !
فعن أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا رسول الله ! إني أُبدِعَ بي فاحملني ، قال ـ صلى الله عليه وسلم :" لا أجدُ ما أحملُكَ عليه ، ولكن ائتِ فُلانًا فلعلَّهُ أن يحملَك " فأتاه فحمله ، فأتي رسول الله فأخبره ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من دلَّ على خيرٍ ، فلهُ مِثلُ أجرِ فاعلِه "
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثلُ أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ، ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم ، مثل آثام من تبعه ، لا ينقص من آثامهم شيئًا "
6 ـ إحياء السنن المهجورة ونشرها بين الناس :
فما قامت بدعة إلاَّ على أنقاض سُنَّة ، وما أُحييت سُنَّة إلاَّ بعد اندحار بدعة ، وكم من سُنَّةٍ ثابتة غدت في نظر بعض الناس بدعة مستقبحة لكثرة هجرانها ولطول نسيانها !
وكم من طالب علمٍ صالحٍ ناصحٍ ثبتت لديه سُنَّة مهجورة فأخرجها من بين أوراق الكتب ، واستلَّها من بين طيَّات القراطيس ، فأحياها بالدعوة لها ، وبيان ثبوتها ثمَّ قام بتطبيقها ، فعمل الناس بها ودعوا إليها ، وأعانوا عليها ، فكانت في ميزان حسنات من أحياها من بعد اندثارها وذكَّر بها من بعد نسيانها .
فعن عمرو بن عوف المزني ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من أحيَا سُنَّةً من سُنَّتي فعمل بها النَّاس ، كان له مِثلُ أجر من عملَ بها لا يَنقُصُ من أجرهم شيئًا ، ومن ابتدع بدعةً فعمل بها الناس ، كان عليه مثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئًا "
ومما يلحق المؤمن في قبره من عمله ما سنَّه للناس من خير مما هو موافق للحق ومطابق للشرع ، كمن أنشأ مدرسةً أو حلقةً لتعليم القرآن والسنة في بلد لم تكن فيه هذه المدارس ، فتتابع الناس في بنائها والاهتمام بها أو كمن بدأ في الصدقة والبذل لمشروعٍ خيري أو دعوي فاقتدي الناس به ، وتأثروا بفعله ، وبذلوا كبذله .
فعن جرير بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرها ، وأجرُ من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقُصَ من أجورهم شيء ، ومن سنَّ في الإسلام سُنَّة سيئةً فعليه وزرها ، ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء "
7 ـ بناء المساجد :
قال تعالى :{ إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ..}
عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من بنى مسجدًا للهِ ، بنى الله له في الجنَّة مثله "
وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من بنى لله مسجدًا ، ولو كمفحص قطاةٍ أو أصغرَ ، بنى الله له بيتًا في الجنَّة "
* تذكر أن كلَّ عملٍ صالح يكون في ذلك المسجد من صلاة وتلاوة وذكر واعتكاف ودعاء ودعوة وخطب ومواعظ ودروس ومحاضرات وصدقات وأعمال خير ، في ميزان حسنات من شيَّد ذلك المسجد لأنَّه هيأه لهم ، ومكنهم من إيقاع عباداتهم فيه ، فله من ذلك الحظ الأوفر والأجر الأكبر ، فهم يعملون ، وله صورة طبق الأصل مما يفعلون ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .
8 ـ بناء المساكن المناسبة للفقراء والمشردين والمستضعفين
كالملاجئ ودور الإيواء عند حصول النوازل ، وتشييد دور الأيتام ، والأربطة ، ودور العجزة ، والمستشفيات ، والمدارس أو التصدق على البدو الرُّحل بالخيام وتوطينهم لتعليمهم أمور دينهم والرقي بمستوى حياتهم .
* ومنه بناء مغاسل الموتى وتجهيزها بلوازمها كالأكفان والحنوط والنعوش وغيرها . عن أبي هريرة ـرضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته ، بعد موته ، علما نشره ، وولدا صالحا تركه ، أو مصحفا ورثه ، أو مسجدا بناه ، أو بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته ، تلحقه من بعد موته "
9 ـ حفر القبور للموتى :
وكما يؤجر المسلم في بناء بيت لأخيه المسلم الحي ليسكن فيه و يأوي إليه ، فكذلك من يحفر له بيت البرزخ تحت أطباق الثرى يواريه فيه .
عن أبي رافع ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من غسَّل مسلمًا فكتم علي غفر الله له أربعين مرَّة ، ومن حفر له فأجنَّه أجرى عليه كأجر مسكنٍ أسكنه إياه إلى يوم القيامة ، ومن كفنه كساه الله يوم القيامة من سندس وإستبرق الجنَّة "
10 ـ حفر الآبار وإجراء الأنهار :
* ومنها التبرع ببرادات المياة الداخلية والخارجية في المساجد ، وكذلك وضعها في فناء المنازل من ناحية الخارج ليشرب منها عابري السبيل .
* والتبرع بحفر الآبار أو تعميقها أو توفير لوازمها من أجهزة رفع المياة وضخِّها وتخزينها في خزانات كبيرة لحفظ المياة الصالحة للشرب لهم .
فعن جابر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من حفر بئر ماءٍ لم يشرب منه كبدٌ حرَّى من جنٍ ولا إنسٍ ولا طائرٍ إلا آجره الله يوم القيامة "
وحسبك أن تعلم أن زانية من بني إسرائيل سقت كلبًا يلهث من العطش ، فغفر الله لها ذنبها ومحى عنها وزرها ، فما الظن بمن يسقي مسلم موحد ؟! وربما يكون من عباد الله الصالحين أو من الضعفة المساكين ، فتتنزل الرحمات على قبر الميت بدعوة صالحة من قلب صادق ارتوى خلف ظمأ وانتعش بعد عطش . عن سعيد بن المسيِّب ـ رحمه الله : أن سعد بن عبادة ـ رضي الله عنه ـ أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : أيُّ الصدقة أعجب إليك ؟ فقال ـ صلى الله عليه وسلم :" الماء "
11 ـ غرس الشجر النافع :
فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ما من مسلم يغرسُ غرسًا إلا كان ما أكلَ منهُ له صدقةٌ ، وما سُرق منهُ صدقةٌ ، وما أكلَ السبعُ فهو له صدقةٌ ، وما أكلت الطيورُ فهو له صدقةٌ ، ولا يرزؤهُ أحدٌ كان له صدقةٌ "
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ما مسلمٌ يغرس غرسًا أو يزرعُ زرعًا ، فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلا كان له به صدقة "
فمن استظلَّ بظلِّه ، أو أكل من ثمره ، أو انتفع بشيءٍ منه كان لصاحبه الذي غرسه ثواب ذلك الانتفاع وأجر تلك الاستفادة .
12 ـ الصدقة الجارية :
وهي ـ بحمد الله ـ البحر الذي لا ساحل له، فلا حدَّ لها ولا عدَّ ، وهي من رحمة الله تعالى بالمؤمنين ، ولطفه بالمسلمين ، فالحمد لله رب العالمين .
فعن سلمان ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أربعٌ من عملِ الأحياء تجري للأموات : رجلٌ تركَ عقبًا صالحًا يدعوا لهُ ينفعُهُ دعاؤهم ، ورجلٌ تصدقَ بصدقةٍ جاريةٍ من بعده لهُ أجرها ما جرت بعدهُ ، ورجل علَّم علمًا فعمل به من بعده ، له مثلُ أجرِ من عمل بهِ من غير أن ينقص من أجر من يعملُ به شيءٌ "
عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث : ولدٌ صالحٌ يدعو له ، وصدقةٌ تجري يبلغه أجرُها ، وعلمٌ يُعمل به من بعده "
· كالتبرع بجزءٍ من أرضه لتكون معبرًا وممرًا للناس يسلكونها في الذهاب والإياب ، ولئن كان من نحَّى غصن شوك عن طريق النَّاس دخل الجنَّة به ، فكيف هو أجر من تبرَّع بالطريق ذاته ؟!
· وكالتبرع باللباس والفراش وأواني المنازل للفقراء المحتاجين لها والراغبين فيها .
· وكالتبرع بالسيارات لمن ينتفع بها كالتحافيظ في المساجد والدور النسائية لتعليم القرآن والسنَّة ، والجمعيات الخيرية الإغاثية ، والمكاتب الدعوية ، والهيئات التي يناط بها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وكالتبرع بالمطابع المجهزة لطباعة الكتب الشرعية والمطويات الإسلامية وتوزيعها في المكتبات العامة أو لطلاب العلم أو لعامة المستفيدين منها والمنتفعين بها .
·وكالتبرع بقطعة أرض ليبنى عليها جمعية خيرية أو دعوية .
وكالتبرع بغسالات للملابس أو ثلاجات مبردة أو أفران ليطبخ عليها أو سخانات مياه للأسر الفقيرة المحتاجة لها .
13 ـ إنظار المعسر والمحو عنه :
· قال تعالى :{ وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدَّقوا خير لكم ..}
فمن كان له عند أخيه المسلم دينٌ ، فهو كمن يتصدَّق عليه في كلِّ يوم بمثل قيمته قبل أن يحين وقت السداد ، فإن جاء وقت القضاء ، واستمهله لأنه لا يملكه ، فأمهله ومدَّ له في الأجل ، فله أجر من تصدق بمثل ذلك المال في كلِّ يوم مثلاه .
فإن مات المقرض ، وقد عفى عمَّن أقرضه ، فله من الأجر المتصل ما يفرح به في قبره ، ويسعد به في لحده ، ويهنأ به في يوم نشره وحشره .
فعن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من أنظرَ مُعسرًا ، فلهُ بكلِّ يومٍ مثلهُ صدقةً ، قبل أن يحِلَّ الدَّينُ ، فإذا حلَّ الدَّينُ فأنظَرَهُ ، فله بكلِّ يومٍ مثلاهُ صدقةً "
وعن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من نفَّس عن غريمه أو محا عنهُ ، كان في ظلِّ العرشِ يومَ القيامةِ "
14 ـ الوقف :
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه : يا رسول الله ! إن المائة سهم التي بخيبر لم اصب مالاً قط هو أحب إليَّ منها ، وقد أردت أن أتصدق بها . فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" احبس اصلَها ، وسبِّل ثَمرتها "
وعنه ـ رضي الله عنهما ـ قال : أصاب عمر أرضًا بخيبر ، فأتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستأمرُهُ فيها . فقال : يا رسول الله ! إني أصبتُ أرضًا بخيبر لم أُصب مالاً قطُّ هو أنفسُ عندي منه ن فما تأمرني به ؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم :" إن شئتَ حبستَ أصلها وتصدَّقتَ بها " قال : فتصدَّق بها عُمرُ ؛ أنَّه لا يُباعُ أصلُها ، ولا يُبتاعُ ، ولا يورث ، ولا يوهب . قال : فتصدَّقَ عُمر في الفقراء وفي القربى ، وفي الرِّقاب ، وفي سبيل الله ، وابن السبيل ، والضيف ، لاجناح على من وليها أن يأكلَ منها بالمعروف أو يطعم صديقًا غير مُتموِّلٍ فيه .
15 ـ الوصية :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إنَّ الله تصدَّقَ عليكم عند وفاتكم ، بِثُلُث أموالكم ، زيادة لكم في أعمالكم "
وعن عامر ابن سعدٍ عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : عادني رسولُ الله في حجَّةِ الوداعِ من وجعٍ أشفيتُ منه على الموتِ . فقلتُ : يا رسول الله ! بلغني ما ترى مِن الوجعِ ، وأنا ذُو مالٍ ، ولا يرثني إلا ابنةٌ لي واحدةٌ ، أفأتصدَّقُ بثُلُثي مالي ؟ قال :" لا " قال قلتُ : أفأتصدقُ بشطره ؟ قال :" لا . الثلثُ والثلثُ كثيرٌ . إنَّك إن تذر ورثتك أغنياء ، خيرٌ من أن تذرهم عالةً يتكفَّفون النَّاس ، ولستَ تُنفقُ نفقةً تبتغي بها وجه الله ، إلاَّ أُجرتَ بها حتَّى اللقمةُ تجعلها في فيِّ امرأتكَ "
فينبغي على عنده جِدة من مال أن لا يبخل على نفسه بشيءٍ منه بعد مماته ، وليأخذ حذره ، فإن المنايا تأتي فجأة ، والقبر صندوق العمل ، فلا يطل به الأمل فينتقل على عجل !
عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال ـ سمعت رسول الله يقول ـ صلى الله عليه وسلم :" ما حقُّ امرئ مُسلمٍ لهُ شيءٌ يُوصِى فيه ، يبيتُ ثلاثَ ليالٍ إلاَّ ووصيَّتُهُ عندهُ مكتُوبَةٌ "
الخاتمة :
... وبعد :
قد تعجز عن فعل ما تشتهيه من الخير وما ترغبه من المعروف ، ويحول دونه عوائق وصوارف ، فلازم نيَّة الخير ، وداوم على الرغبة في فعل كلِّ عملٍ صالح ، فإنك لا تزال عاملاً به ما دمت ناويًا له ، بل إنَّك لتدرك بنيتك ما لا تدرك بعملك .
قال الله تعالى : { ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله } وعن سهل بن حنيف ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" مَن سأل الله الشهادة بصدقٍ ، بلَّغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه "
وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة تبوك :" إنَّ بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ، ولا قطعتم واديًا إلاَّ كانوا معكم " قالوا : يا رسول الله ! وهم بالمدينة ؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم :" وهم بالمدينة حبسهمُ العذرُ "
وتأمل معي رحمة الله !
فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ e ـ فيما يرويه عن ربه عز وجل " إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة "
فاغتنم عمرك فيما يقرِّبك من ربِّك ، واجعل ما أعطاك مولاك من هبات وأعطيات عونًا على طاعته ، وسبيلاً على إدراك مرضاته ، وزادًا لتحصيل الدرجات العلى من جنَّاته .
واعلم أن العمر إلى نهاية ، والنِّعَم على زوال ، والحياة إلى فناء ، فخذ من ممرِّك لمقرِّك ، ومن دنياك لأخراك ، ومما ينفد ويزول إلى ما يبقى ويطول .


 0  0  705
التعليقات ( 0 )

جديد الجمعية

أكثر

تابعنا على الانستقرام

337x230
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:09 مساءً الأحد 22 جمادي الأول 1446 / 24 نوفمبر 2024.